“سوريا … ماذا بعد ؟!!!”
بقلم: "د.يسري الشرقاوي" مستشار الاستثمار الدولي ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة
▪️ من الثابت والواضح والذي أصبح كالشمس ولا يقبل التأويل أو التشكيك، أن المخططات التي أُعدت للمنطقة تسير في طريقها، مهما اختلف الجدول الزمني او تأخرت أزمنة تحقيقها.
تفتيت البلاد الشرق أوسطية والعربية وتشريد وتجويع شعوبها والإنقضاض عليها وعلى مقدراتها وتحويلها إلى مناطق نزاع وجثث هامدة بات أمراً لا يدع مجالاً للشك، واستخدام كل الأساليب والأدوات في كل ذلك مثل: شعارات “الحرية، والعدل، والديمقراطية، وحقوق الإنسان” .. توظيف أبواق إعلامية دولية وإقليمية، ولجان المترونية سوشيالية، حروب إقتصادية، ..تجنيد ودعم جماعات إرهابية مستخدمين رداءً مزيفًا على الأرض تحت شعار الدين، كلها أدوات مسمومة غير محمومة لإنهاء المهام القذرة في المنطقة، والإنسانية في كل هذا ليست على رأس الأولويات عندهم بل غائبة تماماً عن المشهد، والأديان السماوية وتعاليمها بريئة من ذلك كله، وليس لها محل من الإعراب؛ لأن المخططات تسير بأهداف واضحة على النحو التالي:-
١- حماية أمن دولة الكيان المزروعة وسط هذه المنطقة ولا يمكن ان يكون هناك تفكير مثقال ذرة في غير ذلك.
٢- القضاء وطمس الهويات الثقافية والقدرات العسكرية لدول هذه المنطقة تحديداً عبر تدمير الجامعات والمكتبات العريقة وتدمير الجيوش النظامية واغتيال البيوت والشخصيات الثقافية.
٣- الانقضاض كالفريسة لإفتراس ثروات هذه المنطقة من حقول بترول وغاز وثروات معدنية وزراعية، وتقسيمها فيما بينهم تقسيم اللصوص.
٤- الوصول وزرع أنظمة وادوات وخلق حدود من شأنها ضمان عدم إعادة الصف لدول هذه المنطقة، تشتيت وتشويه وتقسيم كامل إلى ما لا نهاية.
▪️ مما تقدم نود ان نوضح ان كل ما وضعوه من تخطيط وأهداف ورصدوا له اطنان ومليارات الدولارات لا يمكنّ تحقيقة إلاّ عبر نظرية واحدة فقط وهي تتلخص في “كيف يمكن الدخول في ثغرات بينية بين الحاكم والمحكوم في المنطقة، تتطور فيها عمليات اراقة الدم الأمر الذي من شأنه انتهاء شهر العسل لهذه الدول ، فتسقط الأنظمة وعندها تبدأ المخططات في التحقق والتوسع بنجاح”.
▪️ من هنا وبعد تكرار السيناريو الحزين والذي بدأ في ” العراق، ولبنان ثم تونس، ثم ليبيا، ثم اليمن، ثم السودان، وأخيراً أحد الأقطاب وجزء ثمين وصيدُ نفيس، إنها “سوريا”، نعم سوريا ذلك الموقع الإستراتيجي والتاريخي والمحور الهام لخطوط التجارة، والجزء القوي بجيش نظامي عربي .. اغتالوا سوريا للأبد ولا عودة لديهم للوراء وانتظروا ماذا بعد ..!!
▪️ دعوني أذهب بكم للقادم في قراءة للمشهد القاتم جداً والمعقد جداً وارجوا الاّ يَمُلّ القاريء مني ، لأن الأمر جلل والموضوع متشعب جداً.
▪️ {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ..}، هكذا كانت كلمات القرآن الكريم، وقد يسألني أحد القراء، ألا توجد هناك أية فائدة ؟ إذا كان هذا المخطط بهذه القوة، وهذا الأحكام وتتناوله أجهزة كبرى وتديره بهذا الشأن إذن فماذا نحن فاعلون ؟
أقولها وبكل وضوح وصراحة تعالوا نتعرف على باقي المخطط ومراحله ومن هنا سوف أجيب عنكم بمنتهي الإستفاضة والوضوح ….إن المخطط لم يتبق أمامهم فيه إلاّ أربعة محاور ومحطات مقسمة وفقاً للألوية وبجداول زمنية، ايضاً على النحو التالي:-
١- مصر، ثم مصر ثم مصر ثم مصر، ذلك البيت الكبير الهدف الأسمى والعظيم لهم، الذي كان مخططاً له عام ٢٠١١، وبهذا لا يحتاج المخططون والمنفذون دفع كثير من الأثمان الباهظة والتي تأخرت سنوات وحقب؛ لأنهم يعلمون أن الضربة القاضية هي مصر، والباقي كله لا يمكن أن يزيد تدميره وتحقيق المخطط كاملاً أكثر من شهر كامل بالتمام والكمال.
٢- منطقة الخليج والقضاء والاستحواذ على حقول النفط والقضاء على الخيرات والثمار الحسان التي يؤمن المخططون تمامًا وبيقين أن أصحاب هذه المنطقة لا يستحقون ما لديهم من خيرات، وأنها حق الدول العظمي المتسارعة (المخطط يؤكد انه لا خليج ولا نفط خليجي في القادم).
٣- إشعال حدة فتيل الفتنة وزعزعة الإستقرار بين الجزء الأخير المتبقي في دول الشمال الأفريقي، وهناك نواة مزروعة بالفعل واحتقان بين الجزائر والمغرب وجاهز على التفعيل.
٤- إنهاء حالة التعلق في بعض الدول مثل السودان ولبنان واليمن وليبيا والعراق، واستكمال عملية الدمار الشامل ومحوهم من على الخريطة تمامًا.
▪️ إذن .. سوريا ماذا بعد ..؟!
التحرّك سيكون على مصر بكل ما أوتوا من عزم وعزيمة وقوة، لأن المتبقي سيكون سهل جداً بعد اجتياز مصر، ولا يريد المعتدون المخططون الظالمون أن يعودوا إلى نقطة الإنكسار التي حددها لهم الجيش المصري في عام ٢٠١١ و٢٠١٢، لا يريدون أن يذهبوا إلى هذه الانتكاسة، وهذا الكسر النفسي والسياسي والمعنوي .. وهنا بدأوا يستخدمون صورهم وإعلامهم والسوشيال ميديا بكثافة في مرحلة أولى من الترهيب ونقل صور الإرهاب والتعذيب ومناظر سجون جوانتانموا نقلوها وكأنها سجون يقيمها الحكام للمحكومين في سوريا وفي بلادنا، وفي خط آخر يروجون أنه بزوال واسقاط الحاكم ستكون البلاد خلال أسابيع منعمة بالعدل والديمقراطية والإقتصاد القوي المتين العالمي، كل ما يمكن استغلاله سيتم لتوظيف وشحن العقول للوصول إلى إسقاط الأنظمة والحروب الأهلية والخراب والدمار والبقية انتم تعرفونها كاملة.
▪️ بعد كل ما ذُكر في “سوريا ..ماذا بعد ؟!” أقول لكم إن الله من ورائهم محيط، وأننا علينا أن نُحبط ذلك بالحلول الآتية:-
١- على القيادة إعادة صياغة المشهد واختيار الكفاءات والبطانات والبعد عن المحسوبيات والواسطة، واستبعاد الكثير من الوجوه المتكررة والمتنقلة وتنقية التقارير ومراجعتها التي تنقل نبض الشارع بصدق بعيدًا عن “كله تمام”.
٢- ترشيد فاتورة المؤتمرات والسفريات والاجتماعات الحكومية المتكررة والانتدابات وعمل هيكلة إدارية خلال ٣ شهور، ومتابعة تطبيق فعلي للحكومة الالكترونية التي مكثنا في الإنفاق عليها عشر سنوات، وذلك للقضاء على الفساد وتسريع الأعمال وتقليل البيروقراطية، لتحقيق العدالة الاجتماعية قدر الاستطاعة.
٣- إعادة توزيع دخل الدولة بشكل يؤكد على تحقيق الحماية الإجتماعية، ورفع المعاناة عن كاهل غير القادرين فعلًا وإلا سيكون في الداخل قنبلة موقوتة.
٤- تغيير الخطاب الإعلامي وفسح المجال للرأي والرأي الآخر تحت شعار النقد البناء الهادف المحترم والسماع لأصوات جادة وطنية أخرى، والتخلي عن فكرة تأسيس كيانات حزبية هشة من أجل الاستحواذ على كراسي نيابية مبطل مفعولها.
٥- إصدار الأوامر الواضحة بالقرب من الشعب الحقيقي والسماع له وتقليب طوابير مناديب الشعب المستفيدين والعاملين على الارتزاق من العمل العام والوصول للشعب بادوات حكومية نظيفة.
٦- فتح ملف الفساد في المجتمع المدني وتحديداً منظمات الطبقية للقضاء الحقيقي على سيطرة رأس المال و زواج السلطة بالمال وإعادة النظر في التركيبات الإدارية وتشكيلات مجالس ادارة هذه الكيانات حتى تحقق حياة صحية للقطاع الخاص تمهيداً لجذبه وتوسيع مشاركته في الاقتصاد المصري.
٧- على الشعب المصري القوي الأبي العزيز استيعاب المخطط كاملا و رفع مستويات الوعي الذاتي الداخلي لهذا المخطط والانتباه التام وتوظيف الخبرات في التعاطي مع السوشيال ميديا المسمومة، ومحاولة توحيد الصف على إعلاء كلمة “الوطن” وإعلاء شأنه والوقوف خلف حاكمة وعدم الاستماع للشائعات التي ستكون بكثرة وبقوة غير مسبوقة، وعليكم ان تعلموا أن تراب مصر وحاكمها وجيشها أطهر وأفضل وأعز ألف مرة من ديكتاتورية الماسون التي تريد أن تقيم قيامتكم، وتنهك عرضكم وتستبيح دياركم، وأن تثقوا أن الله معكم، وأنه نصركم يوم بدر وأُحد وأكتوبر ٧٣ و يوليو ٢٠١٣، وسينصركم بنصره المبين لأنه حاميها… مصر الكنانة درع العروبة والإسلام وأفريقيا ومركز الأرض.