أخبار العالمعاجل

افتتاح أعمال الدورة (20) لمؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب بعمّان

كتب: أيمن وصفى

 ألقت السفيرة “د.هيفاء أبو غزالة” الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية كلمة فـي افتتاح أعمال الدورة (20) لمؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب بعمّان 18 أكتوبر 2023 نيابة عن “أحمد أبو الغيط” الأمين العام لجامعة الدول العربية، رحبت فيها بكل من: “خليل حاج توفيق” رئيس غرفة تجارة الأردن، و”د.خالد حنفي” الأمين العام لاتحاد الغرف العربية، و”سمير عبد الله ناس” رئيس اتحاد الغرف العربية ورئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين وبالحضور الكريم.

وقالت “أبو غزالة”: يسعدني أن أشارككم بهذه الكلمة في افتتاح أعمال الدورة (20) لمؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب الذي يُقام برعاية كريمة من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.. وكم تمنيت الحضور إلى جانبكم.. لكن التطورات الخطيرة في فلسطين، وما يتعرض له إخواننا في غزة من جرائم خالفت كل الأعراف الإنسانية، ومن محاولة للتهجير القسري حال دون مشاركتي معكم.. إذ نضم جهودنا إلى المساعي الدولية التي تهدف إلى وقف جرائم التطهير العرقي والعقاب الجماعي الذي يتعرض له الفلسطينيون على نحو ممنهج.

وقالت “أبو غزالة”: اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بخالص الشكر لاتحاد الغرف العربية ولغرفة تجارة الأردن لجهودهما لإقامة هذا المؤتمر المهم بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة العربية.. والشكر موصول لكل من ساعدنا لنجتمع في أفضل الظروف في هذا البلد المضياف.
وأوضحت: بأنه مما لا شك فيه أن انعقاد هذا المؤتمر دورياً على مدار أربعين عاماً مضت.. دليل على حرص القائمين عليه لجعله منصة عربية ودولية لجلب الاستثمار، وفتح قنوات التشاور بين الجهات الفاعلة الحكومية والخاصة في كل القطاعات الاقتصادية والخدمية.. وقد أثبت بالفعل أنه فضاء مهم لعرض الفرص الاستثمارية بما يفضي لإقامة شراكات تدفع بمسيرة التنمية في دولنا.

وأكدت “أبو غزالة” على أن جامعة الدول العربية ليست رابطة لتوثيق العمل السياسي فحسب.. بل تتعداه إلى مجالات أخرى ترتبط بالرفاه الإنساني وتحقيق التنمية في مفهومها الشامل.. تحقيقاً للشعور العربي بوحدة المصير والمقاصد.. ولن يكتمل ذلك الشعور ببلوغ المقاصد إلا برؤية الشعب الفلسطيني يسترد أرضه وينعم بحقه المسلوب في التنمية.. لأن الأمة العربية أمة واحدة يغمرها شعور البدن الواحد.. عندما يُصاب جزء منه يتألم سائره.. إننا نجتمع اليوم وقلوبنا على ما يحدث لإخواننا في غزة.. داعين المولى عز وجل أن يحفظ أهلها.

وقالت: إن مؤشرات التنمية العالمية التي ترصدها التقارير الدولية تؤكد أن العالم يعيش أزمة ركود اقتصادي.. أدخلت الجميع في مرحلة جديدة من الشك وصعوبة التنبؤ.. حتى على المدى المتوسط.. فتباطؤ أرقام النمو وفقدان بعض المكتسبات المحققة خلال العقد الماضي.. أصبحا حقيقة لا جدال فيها.. واستدل هنا بما أصدرته الأمم المتحدة مؤخراً أن 12% فقط من أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030 تسير في الطريق الصحيح.

وأوضحت: بأنه كما تعلمون تتصل المنطقة العربية بالوضع العالمي تأثيراً وتأثراً.. إذ تعاني من تبعات أزمات محلية مستعصية وأخرى عالمية متشابكة ومتلاحقة خلّفت أعباءً ثقيلة.. إذ تراجعت القدرة الشرائية لفئات واسعة من مجتمعاتنا.. وارتفعت معدلات التضخم والاستدانة إلى مستويات مقلقة.. متأثرة بتقلبات أسعار الطاقة والغذاء وتذبذب سلاسل الإمداد العالمية.

وتساءلت “أبو غزالة”: فكيف السبيل لتجاوز تلك العقبات؟.. وكيف يمكننا تدارك الأوضاع وتصحيح المسار؟.. هذا هو السؤال الذي سيعكف جمعكم الموقر على بحثه لإيجاد حلول عربية تراعي خصوصية المنطقة وأوضاعها.

وأكدت على: أن تنفيذ خطط إحياء مسيرة التنمية والدفع بها قدماً يتطلب تعظيم دور القطاع الخاص العربي لتمكينه من القيام بدور أكبر في خلق الثروة، ولمساعدة الحكومات العربية في جهودها لتوفير فرص عمل لائقة ومستدامة.. والحقيقة أن الدول العربية بذلت جهوداً مقدرة لتمكين القطاع الخاص من خلال تحسين بيئة الاستثمار، وتحديث القوانين، وتيسير الإجراءات الإدارية، وتعزيز البنى التحتية اللازمة.. إن هذه الخطوات، وإن كانت إيجابية في مجملها، إلا أنها غير كافية لمحو تبعات الأزمات الاقتصادية ومجابهة آثار التقلبات المناخية التي تزداد وتيرتها على نحو مقلق.

وأشارت: بأن الحلول المستدامة تحتم علينا ألا نركّز فقط على زيادة معدلات التنمية.. بل أيضاً على طريقة إحداث النمو ومصادره.. التي يجب أن تكون مستدامة وعادلة بحيث تضمن أكبر قدر من المساواة في المداخيل، وتراعي حق الطبيعة وتزيد من صمود الفئات الهشة في مجابهة الأزمات.

وعوَّلت “أبو غزالة” على دور القطاع الخاص العربي بوصفه شريكاً استراتيجياً لمجابهة التحديات الراهنة وفق رؤية عربية تفهم الواقع وتركز على أولويات المنطقة.

وترى “أبو غزالة” في هذا الصدد، أن القطاع الخاص العربي يملك طاقات غير مستغلة.. تمكّنه ليس فقط من استغلال الفرص العربية بل أيضاً من لعب دور إقليمي ودولي في التنمية.

وتدعو في هذا المقام إلى أهمية تكاتف الجهود لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص العربي على النحو الذي يزيد من كفاءة أداء اقتصاداتنا، ويمكّن من تقديم حلول تسهم في تحقيق أجندة التنمية المستدامة من خلال زيادة الاستثمارات في المشروعات الخضراء والنظيفة.
وأشارت: على صعيد العمل العربي المشترك.. لا تفوتني إلى أن جامعة الدول العربية حققت إنجازات ملموسة لتعزيز التكامل الاقتصادي العربي وتسهيل حركة التجارة البينية.. منها منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ومنطقة التجارة العربية في الخدمات التي دخلت حيز النفاذ منذ عام 2019، وإطلاق السوق المشتركة العربية للكهرباء مطلع هذا الشهر، فضلاً عن العديد من الأنشطة التي تعرّف بالفرص الاستثمارية العربية وتساهم في بناء قدرات الشباب العربي في مجالات ريادة الأعمال والابتكار.

واختتمت “أبو غزالة” كلمتها: بأنها تتمنى لأعمال هذا المؤتمر كل التوفيق، وأن يسهم في تشجيع الاستثمارات في المنطقة العربية، متمنية دوام النجاح والتوفيق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى