أراء و كُتاب

دردشة حول النظام الديموقراطي

كريتيبا - البرازيل : ابونعمة نسيب

يؤكد تاريخ الحضارة الانسانية ان تنمية الطاقات البشرية، وإشباع مجمل الحاجات الانسانية ارتبطا دائماً وأبدا بالمجتمع الديموقراطي الذي يتيح للشعب ان يحكم نفسه بنفسه كما قالها الرئيس الامريكي الراحل ابراهام لنكولن.
على ان الديموقراطية ليست مجرد نظام جامد او اتجاه يصدر به من الحاكم او مادة يحض عليها الدستور في احد بنوده ، بل انها على النقيض من هذا فهي أساس مجموعة من القيم التشاركية .

وأول هذه القيم احترام الانسان كقيمة مطلقة لا يمكن ان تعلوها قيمة اخرى في هذا الكون .

ثانيا :تقدير العقل وتحكيمه في تفسير مظاهر الحياة و تقديم الحلول الناجعة لها،اذ ان العقلانية نقيض التعصب .

ثالثا: ان كل شيء قابل للمناقشة الواعية ومن ثم كانت الخبرة والتجربة من أضواء المسيرة الديموقراطية المنشودة.

ومن خلال وجهة نظري المتواضعة ارى ان مسيرة الديموقراطية في العالم العربي يلزمها الكثير من الشجاعة و التبصر و كذا تنازلات من طرف الكثير من حكامنا الظالمين والدكتاتوريين الحاقدين على شعوبنا ، كما ان الديموقراطية في بعض وطننا العربي كلبنان و الأردن و المملكة المغربية عانت كثيرا ولا زالت تعيش مخاضا من اجل ان تحقق أهداف شعوبها وممارسة حقها في الوجود .

وهذا لا يمنع من ان أقول ان المملكة المغربية الشريفة والمملكة الاردنية الهاشمية قد قطعتا اشواطا طيبة وان كانت بطيئة ومتفاوتة في الدرجة و النوع الا ان الدستور الجديد للمملكة يعتبر استثناء مقارنة مع كل الوطن العربي ، اذ انه اعترف بالتنوع الثقافي و اللغوي و العرقي الذي يتشكل منه الشعب المغربي (الأمازيغي -العربي-الحساني الصحراوي-الأندلسي-العبري-الأفريقي)

لكن هذا كله لا يمنع من شيوع مسحة من التفاؤل في إمكانية ان يزداد هذا المد الديموقراطي في ظل السياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس الذي يولي أهمية كبرى لقيم الديموقراطية وترسيخها في كل خطاباته ، بل و جعلها أولوية مطلقة لمغرب الغد.

ورغم ما تعيشه الأمة العربية من فوضى عارمة وحروب طائفية طاحنة تغذيها دولا بعينها (-ايران و ادرعها في كل من لبنان-سوريا-اليمن …)الا انه أظل متفائلا بإمكانية ان تتحدى الأمة هذه المآسي و سيتولد عن هذا مدا ديموقراطي سيعود بالنفع على شعوبنا بالشرق الأوسط عندما يدفنون التعصب والطائفية ويحل محلهما الحوار والنقاش الكريم أسلوبا ومنهجا دون إلحاق الأذى باصحاب الرأي المخالف ، وهذا ما أأكد وادعوا اليه دائما اخواني العرب هنا في الجمهورية الفدرالية البرازيلية . وأكدت لهم غير ما مرة ان الديموقراطية ذات اتجاهين ، من القاعدة الى القمة ومن القمة الى القاعدة، ولا بد ان تمارس الديموقراطية اولا في القاعدة حيث المنزل والأسرة والمدرسة والحي والمصنع والمدينة صعودا نحو الكيان السياسي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى