في إطار نشاط المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية على المستوى الإقليمي وبناء القدرات، قام د.جاد القاضي رئيس المعهد بافتتاح أعمال الحفل الختامي لفعاليات البرنامج التدريبي لبناء القدرات لرصد الكوارث الطبيعية، والحد من المخاطر في إفريقيا، والذي انعقد في الفترة من 1-19 أكتوبر 2023، بتعاون وتمويل من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية- وزارة الخارجية المصرية، وذلك بمقر المعهد.
وأكد د.جاد القاضي أن هذا البرنامج تم إعداده ليواكب التحديات الحالية والمخاطر الطبيعية، مثل: الزلازل، والبراكين، والتغيرات المناخية، وموجات التسونامي، حيث قام المعهد بتدريب وتأهيل قدرات 20 باحثًا من 15 دولة إفريقية، تشمل جنوب السودان، والكونغو الديمقراطية، وموريشيوس وغينيا الإستوائية، وموريتانيا، والصومال، على مدار الثلاثة أسابيع.
وأشار د.جاد القاضي إلى أن التدريب تناول المخاطر الطبيعية في ثلاث مجموعات بحثية، حيث تم تقديم الشرح النظري، وتناول البيانات المتاحة باستخدام برامج تحليل البيانات والنمذجة، من خلال مركز البيانات الجيوفيزيقية الذي يمتلكه المعهد ضمن المنظومة الوطنية للرصد، وذلك للوصول لأفضل تحليل للظاهرة، وإعداد أنسب السيناريوهات لمواجهة تلك الأزمة بأقل وقتٍ وتكلفة.
وخلال فعاليات التدريب، أوضح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن اللجنة العلمية المنظمة للتدريب قامت بإعداد برنامج عمل مكثف لتغطية محاور التدريب، لافتًا إلى أنه من خلال استخدام البرمجيات المتاحة لدى المعهد، قام المتدربون باستخدام تلك البرمجيات وتطبيقها على بيانات واقعية لكوارث طبيعية، منها الزلزال الذي ضرب مدينة مراكش المغربية مؤخرًا، وكذلك الإعصار الذي ضرب الأراضي الليبية، وأيضًا الثوران البركاني الذي حدث في منطقة جوما بالكونغو الديموقراطية.
ومن جانبه استعرض السفير/ محمد عزمي ممثل الوكالة المصرية للشراكة المهام والدور الذي تلعبه الوكالة ممثلة للحكومة المصرية في دعم مشروعات تنموية وبناء قدرات مع العديد من الدول الإفريقية والعربية الشقيقة؛ للمساهمة في تحقيق التنمية المُستدامة لتلك المناطق، مؤكدًا حرص الوكالة على تحقيق أقصى استفادة من التمويل المتاح لديها لتنظيم، واستضافة العديد من برامج تأهيل القدرات بالتعاون مع الجامعات والمعاهد البحثية المصرية، وللاستفادة من الإمكانيات البحثية لدى تلك الجهات، وعلى رأسها معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
وفي تعليقها على البرنامج التدريبي، أكدت ممثلة هيئة الجايكا أهمية الدور الذي يقوم به المعهد في مجال تنمية قدرات شباب الباحثين في القارة السمراء، مشيرة إلى دعم الجايكا لتلك المشروعات التي تسهم في التنمية، والحد من المخاطر، لافتة إلى الجهود التي تبذلها الحكومة اليابانية من خلال علاقاتها الدبلوماسية المتميزة مع مصر والدول الإفريقية.
وفي كلمته أشاد ممثل هيئة اليونسكو بالمستوى المتميز الذي ظهر به المتدربون، مشيرًا إلى دقة الخطة التدريبية، وما قامت به اللجنة المنظمة من حسن اختيار للموضوعات الحيوية المتعلقة بالمياه، كأحد الموضوعات المهمة بالنسبة للمنطقة العربية والإفريقية التي تعاني نقص المياه، لافتًا إلى دور هؤلاء المتدربين في العمل من خلال هيئاتهم على تحقيق أهداف برامج التدريب، ومساعدة الدول في مواجهة الأزمات، مؤكدًا أن اليونسكو من خلال مكتبها الإقليمي بالقاهرة، تسعى لدعم كل تلك المشروعات الهادفة لتحقيق أهداف التنمية التي أقرتها الأمم المتحدة.
وخلال الحفل الختامي، قام المتدربون بعرض نماذج لتقييم المخاطر الطبيعية في القارة الإفريقية بناء على الخبرات التي اكتسبوها خلال الدورة التدريبية، والتي تبين نجاحهم في اجتياز البرنامج التدريبي بمهارة عالية.
كما تم توزيع شهادات التخرج، وتكريم الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية؛ لدعمها لبناء القدرات بالتعاون مع المعهد في مجال درء المخاطر في القارة الإفريقية منذ عام 1981.
وعلى هامش الحفل الختامي تم تكريم هيئة التعاون الفني اليابانية (جايكا) على دورها ومشاركتها مع المعهد في تنفيذ برامج بناء القدرات منذ عام 1986 في مجال رصد الزلازل للعرب والأفارقة.
كما شهد الحفل الختامي حضور ممثلي وزارة الخارجية، ولفيف من سفراء الدول الأفريقية المشاركة في البرنامج التدريبي، وكذلك ممثل هيئة التعاون الفني اليابانية (جايكا)، وممثل هيئة اليونسكو بالقاهرة.
جدير بالذكر، أن المعهد قام بإنشاء المركز الأفريقي لإدارة المخاطر الطبيعية، والذى تم اعتماده كمركز تميز لمفوضية الاتحاد الإفريقي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار في هذه التخصصات، حيث يقوم المعهد بالتعاون الفني مع عدد من الشركاء في إفريقيا، منهم السودان، والكونغو الديمقراطية، والمغرب، ونيجيريا، وغانا، ورواندا، وجار توسيع دائرة التعاون بما يحقق حماية المصالح المشتركة والمشروعات الإستراتيجية في أنحاء القارة الأفريقية.
كما أنه من خلال هذا المركز، وباستخدام المنظومة الوطنية للأرصاد، يقوم بمراقبة ومتابعة النشاط الزلزالي في مصر والمنطقة الإقليمية، ومن خلال بروتوكولات التعاون المشتركة، يقوم بتبادل وجهات النظر، وأحدث الأبحاث في تلك المجالات؛ للعمل على الحد من تأثير تلك المخاطر الطبيعية.