في إطار المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”، نظم المجلس القومي للمرأة ورشة عمل بعنوان “القادة الدينيين وبداية جديدة لبناء الإنسان”، بحضور نخبة من الآئمة والشيوخ والقساوسة والواعظات والراهبات، وتستمر ورشة العمل على مدار ثلاثة أيام.
افتتح المستشار سناء خليل نائب رئيس المجلس القومي للمرأة، ورشة العمل، بالترحيب بالدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، وتقدم له بخالص التهنئة لتوليه حقيبة وزارة الأوقاف، مما يؤكد ثقة القيادة السياسية في كفاءته وخبرته، وعلمه الواسع في إدارة الشؤون الدينية، متمنياً له دوام التوفيق والنجاح، ورحب بالدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، وقدم خالص الشكر والتقدير إلى فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، لدعمه لقضايا المرأة وتعاون مؤسسة الأزهر الشريف العريقة مع المجلس في العمل بهذا البرنامج التوعوي الهام، مما كان له عظيم الأثر في توصيل رسائل البرنامج إلى الجمهور المستهدف ونشر الوعي داخل محافظات المبادرة الرئاسية حياة كريمة.
كما رحب خليل بنيافة الأنبا توماس عدلي، والقس أنطونيوس صبحي، والدكتور القس رفعت فتحي، وقدم الشكر والتقدير إلى الكنيسة المصرية لدعمها المستمر لقضايا المرأة والتعاون التام مع المجلس في تنفيذ هذا البرنامج الهام، ورحب بالدكتور حسام عبد الغفار مساعد وزير الصحة والسكان للشئون البرلمانية والإتصال السياسي والتطوير المؤسسي، والمتحدث الرسمي للوزارة والمبادرة.
وأكد خليل أن التكليف الرئاسي جاء للمجلس القومي للمرأة بالعمل في إطار المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، الذي أطلقه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية عام ٢٠٢٢م، على محورين أساسيين، هما: التمكين الإقتصادي للمرأة والتدخل الثقافي والتوعوي والتعليمي.
وأضاف خليل، أن التكليف الرئاسي للمجلس تضمن العمل على البرنامج التوعوي “جلسات الدوار”، الذي يهدف إلى توظيف ما جري عليه العرف بالريف المصري من عادات في أحداث تغيير جذري في المعتقدات والموروثات الإجتماعية المغلوطة الغير سارية، والتوعية بشكل عام بقضايا الأسرة ولترسيخ الإعتياد والإعتقاد، بأن الحوار واحترام الآخر هو الوسيلة السوية لمواجهة المشكلات الإجتماعية والأسرية، مؤكداً أن البرنامج يستهدف ١٠ الآف قيادة دينية من الأئمة والقساوسة والراهبات والواعظات المدربين على قضايا تنمية الأسرة، لتوعية ١٠ مليون مصرية ومصري بقضايا (الحقوق والحريات – الصحة الإنجابية – الأمومة الآمنة – برامج رعاية ما قبل الزواج – قضايا العنف ضد المرأة..)، مضيفاً أنه بالفعل وعلى مدار الفترة الماضية منذ إطلاق المشروع، تم عقد العديد من الإجتماعات مع ممثلي جميع الجهات للوصول برؤية مشتركة حول كيفية تناول قضايا الأسرة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والممارسات والموروثات الإجتماعية غير السوية واختيار المميزين من القيادات الدينية، التي تمتلك مهارات التواصل والتأثير في القرى المستهدفة، التي تضمنها مبادرة تنمية الريف المصري” حياة كريمة”، كما تم تنفيذ جلسات الدوار لتوعية المواطنين بالقرى والمحافظات، التي تشملها مبادرة حياة كريمة، فقد نجحنا في الوفاء بما يزيد عن ثلثي المستهدف، حيث تم تدريب ما يزيد عن ٧ الآف قيادة دينية والوصول إلى ما يقرب من ٩ مليون مواطن من خلال تنفيذ ما يزيد عن ٩٣ ألف جلسة دوار منذ إطلاق المشروع وحتى الآن،
ومازال العمل مستمرًا للوصول إلى كامل المستهدف ٍ
وأكد المستشار سناء خليل، أنه في إطار المبادرة الرئاسية” بداية جديدة لبناء الإنسان”، والذي سوف تقدم تحت لوائها أهداف المبادرات القومية الأخرى الخدمية والتوعوية، الأمر الذي يتطلب إعادة صياغة خطة عمل حديثة لجلسات الدوار، وإعادة تدريب القادة الدينيين على المحاور الجديدة، وسوف نعكف على صياغته خلال اليومين القادمين، مع الشركاء في المجلس والوزارة.
فيما أشارت الأستاذة نشوى الحوفي، عضوة المجلس القومي للمرأة، إلي ضرورة أن يتواكب الخطاب الديني مع الشباب الذين يمثلون ٦٤٪ من المجتمع، لدورهم الهام في منع المتطرفين الوصول إلي الشباب، مشيرة أيضاً إلي خطورة الذكاء الإصطناعي، في أنه قد يحدث أن يتم تزييف فيديوهات، على السنة الآئمة والقساوسة، وأنه يجب أن توحد الدولة جهودها في مواجهة مخاطر الذكاء الإصطناعي للحفاظ علي استقرار المجتمع.
وأكدت الأستاذة إيزيس محمود، رئيس الإدارة المركزية للتدريب والتنمية بالمجلس القومي للمرأة، أن المجلس القومي للمرأة قد حرص على توطيد العلاقات مع الأزهر والكنيسة، من أجل رفع وعي المواطن المصري، مشددة على أهمية الخروج بأنشطة مشتركة من أجل ترجمتها لواقع يفيد المواطن المصري على الساحة، مشيرة إلى أن المجلس نجح في الوصول إلى أكثر من ٨ مليون مصري ومصرية من خلال جلسات الدوار.
فيما أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، على أن وزارة الأوقاف كانت قد أطلقت العديد من المبادرات لتوعية وبناء الإنسان، ونظمت العديد من القوافل في العديد من المحافظات من بينها محافظة المنيا وأسيوط بمشاركة الواعظات والراهبات لمناقشة القضايا، التي تهم المجتمع من مشكلات الزيادة السكانية وقضايا المرأة والأسرة والميراث وغيرها، مؤكداً على أن تضافر جهود كافة الجهات في مبادرة بداية سوف يجعلها تؤتي ثمارها على المجتمع.
وفي كلمته، أثنى القس أنطونيوس صبحي استشاري تطوير برامج أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية وممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على مبادرة بداية وأهدافها، وأكد على سعي الكنيسة لتغيير الفكر والسلوكيات المغلوطة، وهو الدور الذي تتبناه أسقفية الخدمات العامة منذ الستينيات، كما ذكر مشاركة الكنيسة في حملة ال١٠٠٠ يوم الذهبية، والتي تهدف إلى الحفاظ على صحة الأم والطفل في أول عامين من حياة الطفل، عبر توفير الرعاية الصحية والإجتماعية لهما وهو ما يتماشى مع أهداف المبادرة.
فيما أكد الدكتور حسام عبد الغفار مساعد وزير الصحة للشؤون البرلمانية والإتصال السياسي، على أهمية المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان، و دعى إلى أهمية تضافر جهود مختلف الجهات والمؤسسات لتحقيق الأهداف المرجوة للمبادرة، مما ينعكس على التنمية، وهو ما يتبناه المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والأزهر الشريف والكنيسة.
وأكد الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على أن الأزهر الشريف يبذل العديد من الجهود لدعم المرأة المصرية حيث أطلق العديد من الحملات التوعوية من بينها حملة “نصيباً مفروضاً”، لضمان حق المرأة في الميراث وحملة “وعاشروهن بالمعروف”، من أجل توعية المجتمع بأهمية حسن التعامل مع النساء ورفض العنف ضد المرأة.
كما تقدم الأنبا توماس عدلي مطران الجيزة والفيوم وبني سويف للأقباط الكاثوليك، وأمين سر السنودس البطريركي للكنيسة القبطية الكاثوليكية، بالنيابة عن بطريرك الإسكندرية والكنيسة الكاثوليكية المصرية، بالشكر إلي سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لما يقدمه من دعم للمجتمع المدني من أعمال من شأنها بناء الإنسان وتوعيته، حتى يحيا بكرامة، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من انتهاكات وحروب، وأيضاً تقدم بالشكر للمجلس القومي للمرأة، علي تمكينه للمرأة في كافة المجالات، ثم شرح المبادئ التي ترتكز عليها الكنيسة الكاثوليكية، من أهمها مبادئ التعليم الإجتماعي، وحياة وكرامة الإنسان، والحقوق والواجبات، ومساندة الفقراء والمحتاجين، وأشار إلى أسهامات الكنيسة الكاثوليكية في العمل الإجتماعي في مصر.
وأكد القس رفعت فتحي، أن رسالة الدين هي النهوض الروحي بالأفراد وبالتالي المجتمع، مؤكداً أن الكنيسة الإنجيلية رسالتها منذ نشأتها التركيز على الإنسان بكل طوائفه، حيث تهتم بالتنمية الفكرية والثقافية للإنسان، وأن بناء الإنسان لا يتم بدون عدالة ومساواة وتسامح، واختتم كلمته بأنه لضمان وجود مجتمع صحيح يجب أن يكون هناك دوراً للمرأة باعتبارها نصف المجتمع، مثمناً دور المجلس القومي للمرأة في دعم وتمكين المرأة.