أراء و كُتاب

كنا فكانوا وفقهوا ونحن الغافلون

بقلم/ ناصر السلامونى

في الوقت الذى نشعر فيه بالزهو باحتفالنا على عدونا أشعر بالحسرة لواقعنا العربي المحزن حيث أرى جسدنا متمزقا و قلوبنا شتى وعقولنا لاتفكر إلا في حضارة زائفة ألقى الغرب بها إلينا.

نعم أصبحنا غير مؤثرين على أنفسنا فكيف بالله عليكم نؤثر في العالم؟! بعدما كنا أسياده صرنا تابعين له؛ لانملك قوتنا ولا علاجنا ولاوسائل اتصالنا ولا نقلنا ولا تعليمنا ولا أسلحتنا؛ فكيف نملك قرارنا؟!

إننا تنازلنا عن هويتنا وديننا ولغتنا وعاداتنا وتقاليدنا فصار هذا حالنا٠

نعم قف أمام ضميرك وسل نفسك: من أنت؟ ولا تصب بالدهشة والانكسار وخيبة الأمل في نفسك عندما ترى نفسك لا شيئ!

لاتحاول أن تتجمل وتقول إنك ابن الحضارات والأمجاد ‘بل قل أنا من ضيع الحضارات سعيا وراء الملذات والشهوات٠

الغرب كان فى غياهب الجهل والفقر والمرض ولكن وجد من يفكر ويشجع ويحب وطنه فبنى نهضته على جثث حضاراتنا؛

نعم الغرب استفاد من كل الحضارات التى حوله فقام باحتلال بلادها وتدميرها حقدا وحسدا. واجتهد في رقى بلاده؛ وعرف قيمةالعلم والإخلاص ؛ وقيمة الوقت وحسن استغلاله ‘وعدم الغش في معاملاتهم’ هم عرفوا كل مقومات الحضارة العلمية والأخلاقية من أجدادك ثم أرسلوا جيوشهم لاحتلال بلادك وهدم حضارتك بمساعدة الخونة وسرقوا تراثك العلمى ونهبوا اثارك وعرضوها في متاحفهم واستنزفوا ثرواتنا واختطفوا رجالنا واعدموا ثوارنا وفرضوا لغاتهم المختلفة على بلادنا واخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم٠

ولتعلم إن اباءك وأجدادك كافحوا المحتل وضحوا براحتهم وأرواحهم في سبيل بلادهم وتمسكوا بلغتهم ودينهم وعاداتهم وتقاليدهم

نعم هذا صحيح صراع بين ظالم ومظلوم بين وطنيين وغزاة محتلين؛ ولكن من السبب في ما نحن فيه ؟

السبب هو الصراع على الحكم والخونة!

الجميع يعلم أن الحكم بيد الله ولكنهم بأنانيتهم

أضاعوا دولا وممالك مترامية الأطراف بسبب شهوتى الحكم والمال٠

لقد رحل المحتل بوجهه القذر وقلبه الخبيث عن بلادنا بعدما عرف سر إفشالنا وكيف يدير بلادنا من بلاده محافظا على جيوشه وثرواته لقد بذر الخلافات في أنحاء البلاد من خلافات طائفية دينية وعرقية وأحزاب سياسية؛ فنرى الصراع الدامي المدمر بين أبناء الوطن الواحد؛ انظر كيف حال لبنان والعراق واليمن والسودان والصومال وليبيا والصراع على الصحراء؟!

انظر إلى الانقلابات والصراع على الحكم ‘انظر إلى تغيير الحكومات’ انظر إلى ممثلين الشعوب في مجالسهم المختلفة’

انظر إلى القدوة أصبحت الفنانين ولاعبى الكرة’

انظر إلى أموال العرب أين تنفق ستتعجب وتستجير بالله!

انتبه أيها العربي وافق من غفلتك وحطم قيدك واتخذ قرارك ؛هم صنعوا حضارتهم من حضارتك واهدروا دمك ونهبوا ثرواتك وحطموا مكانتك و واستصغروا قيمتك؛ وجعلوك تتخذهم قدوة لك فى كل شيئ إلا ما يبنى حضارتك’

نعم لاتفرح بما لديك من أسلحة أو مصانع أو مواصلات أو أجهزة اتصالات اومستشفيات أو حتى طرق كل شيء جعلوه بخيوط ممسوكة بأيديهم وأصبحنا كعرائس خشبيه تحركنا أصابعهم ولا نستطيع الإفلات منها٠

هذا واقعنا وحالنا ولا نخرج من دوامته إلا بوحدتنا وتمسكنا بحبنا لوطننا وعودتنا لديننا ولغتنا والعلم والعمل وزراعة أرضنا وهذا ما نراه في فجر صحوتنا الآن في مصر ودولا عربية أخرى أحب حكامها بلادهم فبدأت طريق نهضتها .

فعندما نرجع إلى وحدتنا و مزارعنا ومصانعنا ومدارسنا ترجع إلينا حضارتنا٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى