عاجلمال و أعمال

الشرقاوي: “تجربة جنوب أفريقيا علي مدار ١٢ عامًا بريكس تحتاج أن تُدَّرس بعناية”

كتب: أيمن وصفى

شارك الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة وعضو جمعية رجال الأعمال المصريين فاعليات الندوة المصغرة التي استضافتها جمعية رجال الأعمال المصريين، بحضور م.علي عيسي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، ومشاركة الأمين العام م.مجد المنزلاوي ورئيس جهاز التمثيل التجاري المصري يحيى الواثق بالله، وبحضور افتراضي للوزراء المفوضين والممثلين تجاريًا لمصر في دول البريكس القديم.

صرّح الشرقاوي أثناء مداخلة مركزة ومهمة للغاية بأن تجمع البريكس يختلف جغرافيًا عن الإتحاد الأوروبى في التباعد الجغرافي؛ الأمر الذي سوف يحتاج كثيرًا من النظر في ملف النقل واللوجيستيات، وتكاليف ذلك في كل العمليات الإقتصادية، كذلك إن ملف الإعلام ومساندته وتأثيره في الاقتصاد، وتقارير الاقتصاد، وتشكيل إرادة وتوجه الشعوب، ومجتمعات الأعمال اقتصاديًا، يتفوق فيه المعسكر الغربي عن الشرقي، وهذه نقطة ضعف مهمة، وإن الكلام عن العملات المحلية والتبادل التجاري بالعملات المحلية مع دول البريكس لن يتعدي شريحة طفيفة لا تزيد على ١٠٪؜ في حجم التبادل التجاري بين مصر ودول البريكس؛ أي بحدود ٣-٤ مليارات دولار في أحسن الحالات، الأمر الذى يخفف من حدة الفجوة الدولارية، لكن مسألة إدارة الظهر للمعسكر الغربي، والاستغناء الدولاري أمر بعيد المحال، والتحقيق في المراحل الأولى والمتوسطة، لكن في الآجال البعيدة بعد ٤٠ عامًا ويكون تجمع البريكس امتلك ما لايقل عن ٨٥٪؜ من الناتج المحلي العالمي، وتحكم في ٦٠ ٪؜ في تجارة العالم، وعندها نتحدث عن عملة للبريكس، لأنه أيضًا للآن ما زال الدولار واليورو يستحوذان علي أكثر من ٨٥ ٪؜ من التداول التجاري العالمي.

وأعرب الشرقاوي عن امله في ان يتم توفير حالة اصطفاف وطني لمجتمع المال والأعمال المصري، جمعيات واتحادات ومنظمات وغرف، وتندمج بتمثيل وتشكيل مناسب داخل وحدات ملف البريكس التي تشكلها الحكومة والجهات المعنية، ومنها جهاز التمثيل التجاري، وأن يتم وضع كل المعلومات والأطروحات والأفكار والدراسات للوصول إلى الطرق والمسارات الأساسية والبديلة لنجاح التعامل مع دول البريكس القديم والجديد، وفي هذا الصدد علينا ان نقف أمام الأرقام القادمة من تجربة جنوب أفريقيا، والتي تؤكد أن واردات جنوب أفريقيا من دول البريكس زادت بنسبة تصل إلى ٦٤ ٪؜ في ١٢ عامًا، أمام صادرات زادت ٣٧ ٪؜ فقط، وفي حال تقييم ذلك بالقيمة فستجد أن الصادرات زادت لدول البريكس ما يقرب من ٥ مليارات دولار في ١٢ عامًا، وهذا معدل بسيط وبطيئ جدًا ليس لصالح جنوب أفريقيا، فعلينا كمصر أن نذاكر ونراجع هذه الملفات جيدًا؛ لأن ميزان المدفوعات بين مصر ودول البريكس حاليًا في حدود ٣١ مليار دولار بين ٢٦,٢ مليار وارد، و٥ مليارات صادر، ولا يمكن القبول بالتوسع بهذا البُعد.

وأردف الشرقاوي أن البريكس فرصة سانحة وحقيقية، إذا أحسنا استغلالها بتوازن وإتزان، ونكون في وسط معظم التكتلات العالمية الاقتصادية، بفكر اقتصادي تحكمه وتقوده الدبلوماسية الاقتصادية، بعيدًا عن الإنحيازات السياسية قدر المستطاع؛ لأننا واحد من الأسواق الناشئة التي تحتاج التعامل مع كل الأسواق، سواء في حركة السياحة أو الإستثمار البيني، وجذب الإستثمار أو التجارة الدولية، وفتح الأبواب أمام الأسواق الأجنبية، شريطة أن تكتمل منظومات الإصلاح الداخلي، سواء في تحسين مناخ الإستثمار أو السياسات المالية والضريبية والنقدية، والعدو في سباق التنافسية.

وأعرب الشرقاوي عن أمله في قدرة مصر علي النجاح في رسم سياسة وخريطة مع دول البريكس، في الجانب المتعلق بنقل التكنولوجيا الصناعية، بعيدًا عن الصناعة التقليدية الأمر الذي نعلم مدي صعوبته، لكنه لا بد أن يكون هو الشغل الشاغل، والنجاح فيه تدريجي؛ كذلك الأمر الملزم لنا في عقيدتنا الإقتصادية الداخلية أن نستعد وننطلق بالسياحة كأسرع وسيلة للتفعيل والتطبيق، وتحصيل العائد السريع مع دول البريكس، والأمر يمكن أن يبدأ فورًا بإعلان مصر عن تدشين أول بورصة سياحة أفريقية، تحت مظلة دول البريكس، وهي فرصة لن تظل مفتوحة كثيرة؛ لأنه من الإمكان أن تلتقطها دول منافسة في القارة، ولا نستطيع ان نستغل هذه الفرصة بالشكل الأمثل، واختتم مداخلته بالشكر والثناء علي كل من عمل في هذا الملف المهم الذي يضع مصر في مصاف مجتمع الشطّار الاقتصادي، شريطة أن نفعل ما علينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى