![](https://i0.wp.com/gornalonline.online/wp-content/uploads/2024/10/FB_IMG_1729787624611.jpg?fit=1080%2C720&ssl=1)
في إطار احتفالات وزارة الثقافة تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، بذكرى نصر أكتوبر أقامت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، ندوة احتفالاً بالذكرى ال ٥١ لحرب أكتوبر المجيدة ١٩٧٣م.
أقيمت الندوة بعنوان “انتصارات ٦ أكتوبر المجيدة ملحمة مصرية خالدة”، بدأت الجلسة الإفتتاحية بالسلام الجمهوري، أعقبه كلمة لكل من: الأستاذ الدكتور أشرف مؤنس مقرر الندوة، والأستاذ الدكتور أحمد زكريا مقرر اللجنة العلمية لمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب، والأستاذ الدكتور أسامة طلعت رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق، وعُرض مادة فيلمية عن حرب السادس من أكتوبر، من إهداء الشئون المعنوية بالقوات المسلحة.
ترأس الجلسة الأولى الدكتور أشرف مؤنس أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، الذي بدأ بتوجيه التحية للجيش المصري وقيادات حرب أكتوبر وعلى رأسهم الرئيس الشهيد محمد أنور السادات.
تحدث في الجلسة كل من
اللواء طيار دكتور هشام الحلبي مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا، وتناول موضوع “تحرير سيناء ما بين الحرب والسلام”.
وأكد الحلبي في كلمته على أهمية العلم والمعرفة في مواجهة مغالطات إسرائيل، والرد على إدعاءاتهم للتهوين من هزيمتهم المنكرة في ٦ أكتوبر ١٩٧٣م، وأكد أن حرب أكتوبر كانت معجزة عسكرية نجحت في اجتياز النابالم والسواتر المنيعة، وتدمير ثلاثة خطوط دفاعية واقتحام القناة، وتم كسر نظريات عسكرية صحيحة بسلاح دفاعي قديم في زمن قياسي هو ست ساعات.
وتحدث الدكتور شريف عبد الجواد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب بجامعة المنيا، حول “موقف الإتحاد السوفيتي من حرب أكتوبر ۱۹۷۳م”، وكان موقف الإتحاد السوفيتي مناصراً للموقف المصري، كما أمد مصر بالسلاح في صراعها مع إسرائيل، ولكن الإتحاد تباطأ في تسليح مصر بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر، وتولي الرئيس السادات رئاسة جمهورية مصر العربية، وعندما اتخذ السادات قرار طرد الخبراء السوفييتي، تأزم الوضع السياسي مع الإتحاد السوفييتي، وهي أزمة أدارتها مصر بمهارة دبلوماسية، وانتهت بموافقة الإتحاد على تزويد مصر بمزيد من التسليح النوعي.
وتناولت الدكتورة نبوية أحمد عبد الحافظ باحث بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، “الدور الأمريكي في حرب أكتوبر ۱۹۷۳م”، وقالت أن روجرز وزير الخارجية الأمريكي، عرض مبادرة لإطلاق وقف النار في عام ١٩٦٩م، والتي وافق عليها الرئيس جمال عبد الناصر، لاستكمال إنشاء حائط الصواريخ، وجاء الرئيس السادات الذي طرح مبادرة فبراير ١٩٧١م، والتي قوبلت بالرفض من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وأجرى محمد حافظ إسماعيل مستشار السادات للأمن القومي، لقائين سريين مع هنري كسنجر الذي قال أن مصر مهزومة والمهزوم لا يقترح، واتخذ السادات قرار الحرب التي انحازت فيها الولايات المتحدة الأمريكية للجانب الإسرائيلي.
وتحدث الأستاذ أيمن عيد نائب مدير وحدة الدراسات التاريخية بمؤسسة مؤرخي مصر للثقافة، عن “كتائب المدفعية الصاروخية وتأثيرها على مسرح العمليات إبان حرب أكتوبر ۱۹۷۳م”، كان الرئيس جمال عبد الناصر قد أولى أهمية للتسليح والتصنيع الحربي، وذهبت مجموعة من الجيش المصري للإتحاد السوفييتي للتدريب والعودة مرة أخرى لقيادة الألوية في سلاح المدفعية، وكان ذلك نواة للدفاع المدفعي، الذي قام بدور مهم في العبور وقصف مواقع العدو، كما قام لواء المدفعية بدور كبير في مرحلة تطوير الهجوم.
رأس الجلسة الثانية الدكتور السيد
فليفل أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، الذي افتتح الجلسة باسترجاع بعض ذكرياته في الحرب من خلال استطلاع المخابرات الحربية.
تحدث في الجلسة كل من: الدكتور وديع فتحي عبد الله الشحات أستاذ التاريخ الوسيط بكلية الآداب – جامعة المنيا، وتناول تجربته في سلاح الإستطلاع أثناء حرب أكتوبر ۱۹۷۳م، وشرح مشاعره بعد النكسة وإصراره ومن معه من شباب على تجاوز الهزيمة، وكان من أصحاب المؤهلات العليا، الذين التحقوا بالمخابرات الحربية والإستطلاع في عام ١٩٧٢م، ومن كل بيت مصري خرج مقاتل شارك في الحرب تدربوا في مراكز التدريب واستخدموا كل مؤهلاتهم في تحقيق النصر، وتم تدريبه على الملاحظة والإدارة والكمين وغيرها من مهارات القتال وكان ما واجهناه في التدريب أصعب كثيراً، مما رأيناه في الحرب، وكانت المهمة الأخطر هي جمع معلومة دقيقة، مفصلة، وموثوقة، وأن قائد الإستطلاع، كان يختار فريق لكل مهمة ويترك مهمة اختيار قائدها لأفراد الفريق.
ومن جانبه تحدث الأستاذ إسلام كمال رئيس تحرير مجلة روز اليوسف، عن “سيناريوهات ما بعد حرب أكتوبر”، وأكد أنه ليس هناك وجه مقارنة بين ٦ أكتوبر ١٩٧٣م، و٧ أكتوبر ٢٠٢٣م، حيث امتلك الجيش المصري مخابرات قوية، وحرصت القيادة السياسية على إقامة علاقات قوية مع الأشقاء العرب، وهو ما يختلف عما نراه من تدهور علاقة بعض الفصائل الفلسطينية مع بعض أشقائهم، وحذر من تغيير الهوية التكتيكية للجيش الإسرائيلي، حيث أصبح جيشهم قادراً على المواجهة المسلحة لفترات زمنية ممتدة، وهو عكس الوضع في حرب أكتوبر ١٩٧٣م.
وتحدثت الدكتورة سحر حسن باحث بمركز تاريخ مصر المعاصر، حول “تأثير حرب أكتوبر ۱۹۷۳م، على اتجاهات الإقتصاد المصري”، وأشارت إلى أن نكسة ١٩٦٧م، كانت ضربة للمخطط التنموي المصري، وتم وضع تخطيط استثنائي لاقتصاد الحرب، حتى يتم للدولة اكتمال التسليح وإعادة بناء الجيش المصري، وهو ما أدى إلى إعادة توزيع الموارد داخل الموازنة العامة، وأدت الفجوة في الموارد المحلية إلى تزايد الإعتماد على التمويل الخارجي، وهو ما تم مواجهته لاحقاً، بخطة لإعادة تعبئة رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية، وهو ما أدى لاحقاً إلى سياسة الإنفتاح.
وتحدثت الأستاذة نورا حلمي باحثة في الشأن الإسرائيلي، عن “مرتكزات العقيدة القتالية لنظرية الحروب الدينية الإسرائيلية – حرب أكتوبر ۱۹۷۳م، نموذجا”، وشرحت مفهوم الحاخامية العسكرية، الذي تم من خلاله تديين الجيش الإسرائيلي كجيش لدولة يهودية حروبها، هي امتداد لحروب بني إسرائيل ضد الأغيار من غير اليهود، وأكدت اعتمادهم على سياسة الأرض المحروقة ونقل القتال إلى أرض العدو.