قريباً فتح باب التقديم للدورة التدريبية لتطوير مهارات الصحفيين من الأساسيات إلى التفوق بمقاطعة كيبك بكندا

إعلان
ثقافة

جلسة عن الأدب الشعبي والقصة القصيرة بمؤتمر إقليم غرب ووسط الدلتا

متابعة: ساراتو محمد

واصلت الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، فعاليات المؤتمر الأدبي الثالث والعشرين لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، ضمن برامج وزارة الثقافة.

عقدت الجلسة البحثية الثالثة، بقاعة المؤتمرات بفندق جامعة المنوفية وشارك بها كل من الدكتور محمد فتحي السنوسي، والدكتور محمد أحمد عبد الراضي، وأدار الجلسة الكاتبة نجوى سلام.

تناول الدكتور محمد السنوسي في بحثه “الأدب الشعبي البدوي وآليات التلقي”، الأدب الشعبي بوجه عام كشكل من أشكال التعبير الإنساني، وكعنصر مهم من عناصر التراث الشعبي، على تنوع فروعه وروافده، مشيراً إلى أنه من خلاله نستطيع أن نتعرف على مظاهر حياة الشعب وأسلوب تفكير وطريقة معيشة أفراده، وجميع ما مر به من ظروف وأحداث ومحن.

وأوضح السنوسي تعدد وتنوع أشكال التعبير في الأدب الشعبي البدوي بتعدد الأجناس الأدبية الشعبية البدوية، التي اتسمت بوفرة وغزارة تعكس اتساع ورحابة الصحراء بامتدادها المترامي الأطراف، وقال: “اتسم الأدب الشعبي البدوي، بسمات أصلية لأبناء البادية كالشهامة والإقدام والتضحية والفداء والكرم، والوفرة والسخاء والجود والبذل والعطاء الرحب رحابة البادية”، والأدب الشعبي البدوي على وجه الخصوص له أنواع متعددة وهي: (المجرودة، صوب خليل، أغاني العلم، الشتاوة، قول الأجواد، الشباهة، أدب المجلاس، طق العصا، الحداء).

وأكد السنوسي، أن الشعر البدوي لم يعد واقفاً جامداً أمام المديح والهجاء والحماسة والوصف والرثاء، بل تخطى كل هذه الأغراض، إلى آفاق أرحب وأعم وأشمل، ليقف صامداً وبجرأة أمام قضايا الوطن وهموم المجتمع، مضيفاً، أن الشاعر البدوي أصبح يتناول في إبداعاته مختلف القضايا المجتمعية المعاصرة، محاولاً إلقاء الضوء عليها وبقوة وساعياً إلى إيجاد حلول جذرية لها، بل تخطى القضايا المحلية إلى القومية ومختلف قضايا أمته العربية والإنسانية.

وأشار الدكتور محمد أحمد عبد الراضي في دراسته “التداخل النصي في القصة القصيرة آليات الإشتغال وجماليات الحضور” إلى أن مفهوم التداخل النصي قديمة قدم تداخل الأشياء وتفاعل المكونات فيما بينها، وأن ضمان الوجود والتواصل يستدعي علاقة قائمة على الأخذ والعطاء، كما أن طبيعة الكتابة الأدبية عموماً بما فيها الكتابة السردية تقتضي الإستناد إلى مخزون لغوي يعد نتاجاً لتراكمات نصية ويتطلب خلفيات معرفية متنوعة مثل الدين والتاريخ والأدب والأساطير.

وأضاف عبد الراضي: “من الطبيعي أن يكون لكل أديب أساليب وأنماط كتابية خاصة به، ترجع لمعجمه اللفظي والثقافي والنفسي، ولأن التداخل النصي إجراء تفكيكي على مستوى النقد والتحليل يسمح بالكشف عن النصوص والإنساق المتقاطعة في النص الأدبي الواحد، لذلك أخذنا بعين الإعتبار أسلوب الكاتب والمصادر، التي يتكئ عليها من حيث البنية والدلالة”.

وتابع عبد الراضي، موضحاً أن التداخل النصي مقسم إلى فرعين: أولهما التداخل النصي الداخلي “الذاتي”، ويتحرى فيه الكاتب مختلف الأساليب، التي تتسم بها كتباته القصصية، فيعيد بعضاً من نصوصه بمبناها أو معناها، فقد يسير على وتيرة أيديولوجية واحدة، وقد تتغير مع الزمن، فالكاتب ليس إلا معيدا لإنتاج سابق في حدود من الحرية، سواء كان ذلك الإنتاج لنفسه أو لغيره.

وأشار عبد الراضي إلى أن الفرع الآخر هو التداخل النصي الخارجي، ويتضح هذا النوع عند التعامل مع الأعمال الأدبية الأخرى أو الأنساق الدلالية الأدبية وغير الأدبية، فيرتكز عليها القاص لبناء دلالات جديدة، وقد توظف هذه الأمور دون وعي من الكاتب، أو قصد كالذي يحدث في إستخدام الأفكار والحوارات والبنى الأسطورية لأغلب الأجناس الأسطورية.

واختتم عبد الراضي دراسته موضحاً، أن النص الأدبي يصبح مزيجاً من البنى اللفظية والفكرية، التي ولدتها السياقات والأنساق الخارجة عنه، فهو بذلك فضاء متعدد الأبعاد، تتمازج فيه كتابات متعددة أو هو نسيج من الإقتباسات تنحدر من منابع ثقافية متعددة.

وتواصلت فعاليات المؤتمر بانعقاد مائدة مستديرة، شارك فيها كل من الدكتور فوزي عيسى، والدكتور أسامة البحيري، والدكتور محمد مخيمر، والأستاذ ياسر الغايش، أدار المائدة الدكتور شوكت المصري.

وبالتوازي عقدت ورشة إبداع الشباب، التي قدمها الأستاذ حسين منصور، وشارك نخبة من الأدباء بإلقاء قصصهم وإبداء الرأي حولها، وتداولت بينهم المناقشات والحوارات الأدبية.

المؤتمر الأدبي الثالث والعشرون لإقليم غرب ووسط الدلتا” يقام بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، برئاسة أحمد درويش، والإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر الدكتور مسعود شومان، وينفذ بالتعاون بين الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزرّاع، وفرع ثقافة المنوفية برئاسة ربيع الحسانين، يشهد إقامة عدد من الجلسات البحثية، بمشاركة نخبة من النقاد والباحثين، بجانب الأمسيات الشعرية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى